منتخب السويد لكرة القدم للسيدات
منتخب السويد لكرة القدم للسيدات بعد فوزه في مباراة كرة القدم الدولية التي أقيمت بين السويد والبرازيل على ملعب فريندز أرينا. الصورة: Magnus Andersson/TT

كرة القدم النسائية في السويد

تعرفوا معنا على أحد أقوى الفرق الفائزة ببرونزية بطولة كأس العالم للسيدات 2023

فاز منتخب السويد الوطني لكرة القدم بالمركز الثالث في مباريات كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2023 (الرابط باللغة الإنجليزية) التي أُقيمت في كل من أستراليا ونيوزيلاندا من يوم 20 يوليو/تموز حتى 20 أغسطس/آب بمشاركة 32 منتخب.

تُعقد بطولة كأس العالم للسيدات كل أربع سنوات منذ عام 1991، وقد أوقعت قرعة كأس العام للسيدات المنتخب السويدي ضمن المجموعة السابعة مع منتخبات كل من جنوب افريقيا وإيطاليا، بالإضافة إلى الأرجنتين.

إنجازات أوروبية وعالمية

رغم تاريخه القصير مقارنة بمنتخب الرجال، فقد حقق المنتخب الوطني لكرة القدم للسيدات نصف قرن من الانجازات:

  • شارك المنتخب في ثمان كؤوس عالمية، وعشر بطولات أوروبية، وسبع دورات أولمبية.
  • فاز المنتخب الوطني للسيدات ببطولة أمم أوروبا للسيدات عام 1984.
  • فاز بفضية كأس العالم عام 2003، وبرونزية كأس العالم لعامي 1991 و2011.
  • حصل على ثلاث فضيات في بطولة أوروبا (1987، 1995، 2001).
  • فاز في الدورة الأولمبية عام 2016 في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل على الميدالية الفضية لأول مرة في تاريخه.
  • في صيف عام 2021، أقيمت أولمبياد 2020 في طوكيو، والتي فازت السويد فيها بالميدالية الفضية للمرة الثانية على التوالي.

منذ أن بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في نشر التصنيف العالمي للسيدات في عام 2003، تأرجح مركز الفريق السويدي بين المركزين الثالث والسادس في هذا الترتيب. وفي عام 2015، تراجعت السويد مرتبتين لتحتل المركز السابع في التصنيف العالمي. هذا تغير بعد فوزها بالميدالية الفضية فى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، لتحتل السويد المرتبة الثانية في التصنيف العالمي. وفي عام 2023 حاز منتخب السويد على المرتبة الأولى للمرة الأولى في تاريخه كأعلى تصنيف وصل إليه منتخب السويد للسيدات على الإطلاق.

فريق المنتخب السويدي لكرة القدم للسيدات والطاقم التدريبي
الصورة: Mathias Bergeld / BILDBYRÅN

ثاني أكثر الرياضات شعبية بين النساء

في عام 2020 ، كان هناك حوالي 374 ألف من لاعبات كرة القدم النشطات في السويد مقارنة بحوالي 816 ألف لاعب نشط. وهكذا تعتبر كرة القدم هي ثاني أكثر الرياضات شعبية بالنسبة للنساء في السويد، بعد ألعاب القوى التي تضم 328 ألف لاعبة نشطة.

البداية

رغم محدودية انجازات منتخب السويد للرجال في تاريخ رياضة كرة القدم دوليًا؛ التي اقتصرت على فضية بطولة كأس العالم لعام 1958 التي استضافتها السويد، وبرونزية بطولة 1994؛ فإن الفريق يحظى بشهرة وشعبية مقبولة عالميًا. في المقابل فإن كرة القدم النسائية السويدية التي اعتادت فيها سيدات وفتيات السويد على تحقيق إنجازات دولية وقارية متعددة ليست معروفة تمامًا، ولم تحصل على القدر الكافي من التقدير والإشادة.

تأسس الاتحاد السويدي لكرة القدم (الرابط باللغة الإنجليزية) عام 1904، وانضم للاتحاد الدولي لكرة القدم في نفس العام. أما عن بداية مباريات السيدات في السويد، ففي الغالب كانت تُقام كمباريات استعراضية، في أوائل القرن العشرين. لكن منتخب السويد للسيدات لم ير النور بشكل رسمي إلا في عام 1973 عندما لعب مباراته الأولى أمام فنلندا، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
أما أول فريق كرة قدم نسائي سويدي فكان فريقاً من مقاطعة سكونه في جنوب السويد، والذي خسر أمام فريق الدنمارك في عام 1964 بنتيجة 7 ـ 0.

وفي الأول من مايو/أيار 1968 أشارت الصحف السويدية إلى لقاء المنتخب الوطني السويدي مع فريق «فيمينا» الدنماركي، وخسر الفريق السويدي بنتيجة مشابهة لتلك التي خسرها فريق سكونه قبل أربعة أعوام.

ومع مطلع السبعينات من القرن الماضي، ازداد انتشار رياضة كرة القدم بين السيدات وتأسست أندية ذاقت طعم الهزيمة بشكل مستمر من نظيراتها الدنماركية، لكن التحول الدراماتيكي الحقيقي على المستوى الوطني كان عام 1977، عندما فازت السويد للمرة الأولى في بطولة دول الشمال السنوية، وكانت تلك البداية فقط في حصد البطولة لخمس مرات متتالية. ورغم الانجازات الكثيرة التي حققها المنتخب على الصعيدين القاري والعالمي فإن اتحاد كرة القدم السويدي انتظر حتى عام 2009 ليعلن عن تعيين ملعب جاملا أوليفي (Gamla Ullevi) في مدينة غوتنبرغ جنوب غرب السويد كمقرًا رسميًا لمنتخب السيدات.

تمييز في الأجور

بعد الفوز في مباراتي التصفيات المؤهلة ضد الدنمارك لأولمبياد بكين 2008، وافقت اللجنة الأولمبية السويدية على زيادة قياسية في ميزانية منتخب السيدات السويدي. منحت الميزانية الجديدة أكثر من مليون كرونة سويدية (حوالي 100 ألف يورو) للفريق، أي 150 ألف كرونة سويدية (حوالي 15 ألف يورو) لكل لاعبة لتطوير لياقتهم البدنية.

لكن الصورة ليست ورديةً، فالتمييز في الامتيازات وأجور اللاعبين بين الرجال والنساء والمنتشر حول العالم، موجود بشكل واضح كذلك في السويد، وهو ما دفع مدافعة المنتخب السويدي نيلا فيشر عند تسلمها جائرة الكرة الماسية التي يمنحها الاتحاد السويدي لكرة القدم لأفضل لاعبة ولاعب كرة قدم في السويد في 2018 إلى التصريح بإنه «يتعين على كل فرد في اللعبة القيام بدوره.» وأضافت: «أعتقد أن القضية تحتاج إلى تضافر جهود الجميع. المسألة لا تتعلق بمؤسسة أو جهة أو جماعة واحدة مسؤولة عنها.»
وعشية لقائهن الودي أمام المنتخب الألماني في العاصمة ستوكهولم يوم السبت السادس من أبريل/نيسان 2019، دعت لاعبات المنتخب السويدي كل لاعبات كرة القدم في العالم إلى توحيد جهودهن لحل مشكلة عدم المساواة بين الرجال والنساء في اللعبة خاصة فيما يتعلق بالأجور.
وقالت فيشر في تصريحات منفصلة لوكالة رويترز: «لا نستطيع المقارنة بين النسب التي يحصل عليها الرجال والسيدات. ما يحصل عليه الرجل في ساعة أحصل عليه أنا في عام كامل.»