نزهة في الطبيعة
الصورة: Helena Wahlman/imagebank.sweden.se

رعاية المسنيين في السويد

يهدف نظام رعاية المسنين في السويد إلى مساعدتهم على التمتع بحياة مستقلة إلى أقصى حد.

تعتبر الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار السن من الأجزاء المهمة في سياسة الرعاية الاجتماعية فى السويد. فمن بين سكان السويد البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، تتجاوز نسبة المسنين ممن بلغ سن التقاعد البالغ 65 عامًا 20 بالمائة من إجمالي عدد السكان. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 23 بالمائة بحلول عام 2040، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن عددًا كبيرًا من السويديين ولدوا في الأربعينيات من القرن الماضي.

مستوى مرتفع للأعمار المتوقعة

ويعد العمر المتوقع في السويد واحدًا من أعلى المستويات في العالم حيث يصل متوقع عمر الرجال إلى 80.6 عاماً والنساء إلى 84.29 عاماً، كما أن نسبة من تجاوزوا سن 80 من السكان تصل إلى 5 بالمائة من تعداد السكان، ومن أهم الأسباب الرئيسية في ذلك هو تطور الرعاية الصحية في السويد، التي قللت من أخطار العديد من الأمراض. ونظرًا لأن المزيد والمزيد من المسنين يتمتعون بصحة جيدة، فقد انخفضت متطلبات رعايتهم منذ الثمانينيات.

رعاية ممولة من الضرائب

تخضع رعاية المسنين لقانون الخدمات الاجتماعية وهي تقع بشكل أساسي تحت مسؤولية البلديات. يتم تمويل رعاية المسنين في السويد بشكل أساسي من أموال الضرائب التى تفرضها البلدية والمخصصات الحكومية. في عام 2018، بلغت التكلفة الإجمالية لرعاية المسنين في السويد 126.3 مليار كرونة سويدية. وتكاليف الرعاية الصحية التي يدفعها كبار السن بأنفسهم مدعمة.

تقوم البلديات بالإشراف المباشر على رعاية المسنين لديها، ويمكن أن تقوم بتوفير هذه الرعاية بنفسها أو تقوم بخصخصتها ليقوم بها القطاع الخاص، وتزداد الشركات الخاصة العاملة في هذا القطاع بشكل مطرد.

خدمات يقدمها القطاعين العام والخاص

يختار المزيد من البلديات خصخصة أجزاء من خدمات رعاية المسنين، مما يتيح لمقدمي الرعاية الخاصة إدارة عملياتهم.

يمكن ولجميع المستفيدين اختيار ما إذا كانوا يريدون الحصول على خدمة المساعدة في المنزل أو العيش في السكن الخاص سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص، أما بالنسبة للأمور التي تخص التمويل وتخصيص المساعدة المنزلية أو الحصول على مكان في مرفق سكني خاص للمسنين، فإنها تقع تحت مسؤولية البلدية دائمًا.

مساكن مُهيئة للمسنين

يُطلب من البلديات السويدية التي تخطط للإسكان والمناطق السكنية التأكد من أنها تلبي احتياجات المسنين وذوي الإعاقة. ولقد حظيت متطلبات الإتاحة هذه بأهمية أكبر في التشريعات على مدار السنين.

"مساكن كبار السن" هي منازل عادية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا - وأحيانًا لمن تزيد أعمارهم عن 70 عامًا. في مثل هذه المنازل، تعطى عوامل الإتاحة أولوية خاصة. تم بناء بعضها حديثًا، في حين أن البعض الآخر عبارة عن منازل عادية تم تحويلها وتجديدها بحيث تلبى متطلبات الإتاحة.

المساعدة المنزلية لتسهيل الحياة

أحد أهم أهداف نظام رعاية المسنين في السويد هو مساعدتهم ليعيشوا حياة مستقلة إلى أبعد حد، بما في ذلك أن يعيشوا في منازلهم لأطول فترة ممكنة.

ولتحقيق ذلك يتم تقديم أنواع مختلفة من الدعم للمسنين الذين يعيشون في منازلهم لتكون حياتهم أسهل، زمعظم البلديات في السويد توفر خدمة توصيل وجبات طعام جاهزة ومطبوخة إليهم في منازلهم،

في عام 2020، حصل حوالي 236 ألف مسنة ومسن في السويد ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر على خدمة المساعدة المنزلية. كما أن حوالي نصف البلديات في السويد توفر وجبات الطعام الجماعية للمسنين في مراكز نهارية متخصصة، حيث يتجمع المسنون في فرق ويقومون بطبخ وجباتهم بأنفسهم.

تقييم فردي للدعم المقدم

عندما يعجز المسنّ عن تدبير أمور حياته بنفسه فيمكنه طلب الدعم المنزلي من البلدية التي تقوم بتقييم مدى حاجته الفعلية ثم توفر له متطلباته، حسب الحاجة.

وكذلك المسنون من أصحاب الاحتياجات الخاصة يمكنهم تلقي المساعدة على مدار الساعة، مما يمكنهم أيضاً من البقاء في منازلهم. و أصحاب الحالات الحرجة يتم تقديم الرعاية الصحية و الاجتماعية لهم في منازلهم.

كم يبلغ سعر خدمات رعاية المسنين في السويد؟

تقرر كل بلدية على حدة أسعار خدمات رعاية المسنين التى توفرها. وتعتمد التكلفة على عوامل مثل مستوى أو نوع المساعدة المقدمة ودخل الشخص. هناك حد أقصى لرسوم المساعدة المنزلية والأنشطة النهارية وأنواع معينة أخرى من الرعاية وقد تبلغ حوالي 2100 كرونة سويدية شهريًا.

تقدم البلديات أنشطة نهارية لكبار السن وذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى التحفيز وإعادة التأهيل. تستهدف هذه الأنشطة في المقام الأول المصابين بالخرف أو الإعاقات العقلية. تساعد الأنشطة النهارية الكثيرين على الاستمرار في العيش في منازلهم.

يقوم متطوعون من منظمات مثل الصليب الأحمر السويدي والعديد من المنظمات الأخرى بزيارة المسنين الذين يعيشون في المنزل أو في أنواع مختلفة من المساكن. قد تشمل الزيارات محادثة أو نزهة أو مرافقة شخص ما في زيارة للطبيب أو المستشفى.

خدمات الانتقال

توفر البلديات سيارات أجرة أو سيارات نقل خاصة بالمسنين وذوي الإعاقة الخاصة بها تجهيزات خاصة بهم، كأن تكون مجهزة لدخول الكراسي المتحركة مثلاً، ويمكن للمسنين الذين لا يمكنههم التنقل بالمواصلات العامة الاستفادة من هذه السيارات الخاصة ويتحمل المسنين نفقات هذه الخدمة.

نظام التقاعد

يحق لجميع السويديين الحصول على راتب تقاعدي حين يصلون إلى سن التقاعد. ويمكن لأفراد أن يتقاعدوا متى أرادوا حينما يبلغون من العمر 62 كما يتمتعون بالحق في العمل حتى سن 68 عامًا.

وارتفع عدد العاملين في السويد الذين تتراوح أعمارهم من 65 إلى 74 عاماً بنسبة 70% ما بين عامي 2010 إلى 2020. وفي عام 2019 تم رفع متوسط عمر التقاعد في السويد إلى 64,6 عاماً.

ويأتي المعاش التقاعدي في السويد من مصادر مختلفة، فيحصل كل من عمل وعاش في السويد على معاش تقاعدي عام، تديره وكالة المعاشات السويدية (Pensionsmyndigheten). وهو يتألف من معاش الدخل ومعاش قسط التأمين ومعاش الضمان. ويعتمد مستوى المعاش على الدخل الخاضع للضرائب.

بلغ متوسط المعاش العام الوطني في يناير 2021 حوالى 13,200 كرونة سويدية شهريًا. بالإضافة إلى المعاش العام الوطني، يحصل معظم العاملين في السويد أيضًا على معاش مهني، بناءً على المساهمات التي يقدمها أصحاب العمل.

ولمزيد من الأمان، يختار العديد من المتقاعدين تكملة معاشهم التقاعدي بالتوفير في صناديق إدخار تقاعدية.

نظرة مستقبلية

مثل دول أخرى عديدة، تتزايد نسبة المسنين في السويد. لذلك أصبحت لدى رعاية المسنين أهمية متزايدة، واتخذت الحكومة خطوات لمواجهة التحديات المستقبلية في هذا المجال.

في عام 2040، مايقرب من 1 بين كل 4 أشخاص سيكون بعمر 65 فما فوق ومعظمهم سيتمتع بالصحة والنشاط. يتم الآن تنفيذ العديد من المبادرات التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات المستقبلية في جميع أنحاء البلاد. ويبدو من الواضح أنه لمواجهة التحدي الديموغرافي القادم دون تعريض مستوي نظام الرفاه الاجتماعي للخطر ، سيتعين على الأفراد العمل لفترة أطول.

الرعاية الوقائية

تم إدخال عدة أشكال جديدة من الرعاية الصحية الوقائية الفعالة للمسنين في السنوات الأخيرة، من ذلك مثلاً ممارسة النشاط البدني حسب ما يصفه الطبيب المختص، سواء للأغراض الوقائية أو كشكل من أشكال العلاج. لا يُوصَف كبار السن بالتمارين الرياضية بشكل عام فحسب، بل يتم وصف نوع معين من النشاط البدني، أحيانًا مع وصف الأدوية، تحت مراقبة الأطباء.

والإصابات الشخصية عند المسنين تعد مشكلة بحد ذاتها، ويتم العمل على تفادي هذه الإصابات بعدة تدابير، منها توفير أشخاص يساعدون المسنين في الأعمال المنزلية التي تكثر فيها الإصابات كتعليق الستائر في المنزل مثلًا، أو تغيير لمبات الإضاءة.

كما تهتم البلديات بتوفير العديد من الأنشطة التحفيزية للمسنين، كالقراءة، مشاهدة الأفلام، استماع الموسيقى، الرسم، والفعاليات الثقافية، ويتم ممارسة نشاط واحد على الأقل منها كل يوم في الدور المخصصة لكبار السن، لما في ذلك من نفع يعود على حياتهم.