أحد المرضات تقوم بالعناية بأحد المسنيين
الصورة: Maskot/Folio/imagebank.sweden.se

الرعاية الصحية في السويد

نظام الرعاية الصحية فى السويد يتم تمويله بشكل أساسي من الضرائب ويتمتع بجودة عالية.

يعمل النظام الصحي في السويد بصفة عامة بشكل جيد، ويتميز متوسط الأعمار المتوقعة بالأرتفاع، كما أن الصحة العامة للسكان تعتبر جيدة. وهذا ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ضمن تقارير أخرى.

أحد الأمثلة المتميزة في السويد هو مستشفى جامعة كارولينسكا، الذي احتل المرتبة الثامنة كأفضل مستشفى من بين 250 مستشفي فى 27 دولة حسب تصنيف مجلة نيوزويك لعام 2022.

تزايد عدد المسنين

كما هو الحال في العديد من البلدان المتقدمة، يعيش الناس في السويد على نحو متزايد لفترات أطول ممّا سبق، إذ يبلغ متوسط العمر الآن 84,8 سنة للنساء و 81,2 سنة للرجال. ويعتبر هذا تطور إيجابي بالطبع، ولكنه أيضًا تطور يرفع الطلب على نظام الرعاية الصحية ويزيد من الحاجة إلى خدمات رعاية المسنين.

ومن بين كل خمسة أشخاص في السويد يبلغ عمر شخص واحد 65 عاماً أو أكثر، ويعني ذلك أن نسبة السكان المسنّين في السويد تمثّل إحدى أعلى النِسَب في أوروبا. ومن ناحية أخرى، فإن نسبة الأطفال المولودين في السويد هى 1,67 لكل امرأة مقابل 1,5 في الاتحاد الأوروبي. أي أنها أعلى قليلاً من متوسط الاتحاد الأوروبي.

نظام لامركزي للرعاية الصحية

نظام الرعاية الصحية في السويد هو نظام لامركزي - حيث تقع مسؤولية توفير الرعاية الصحية على عاتق المجالس الإقليمية، وفي بعض الحالات، المجالس المحلية أو الحكومات البلدية.

تنقسم السويد إلى 290 بلدية و 21 مجلسًا إقليميًا. هذه اللامركزية ينظمها قانون الصحة والخدمات الطبية. وتتولى الحكومة المركزية من جهتها مسؤولية وضع القواعد والمبادئ التوجيهية، وصياغة برنامج العمل السياسي للرعاية الصحية والطبية.

أما المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية (Socialstyrelsen) هو وكالة حكومية تابعة لوزارة الصحة والشؤون الاجتماعية تقوم بجمع المعلومات وتطوير المعايير لضمان الصحة الجيدة والرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والاجتماعية عالية الجودة لجميع السكان.

المسؤوليات المحلية والإقليمية

تنص السياسة السويدية على أن كل مجلس من مجالس المقاطعات يجب أن يوفر للمقيمين رعاية صحية وطبية جيدة، وأن يعمل على تعزيز الصحة الجيدة لجميع السكان. منذ عام 2019، تغطي المجالس الإقليمية تكاليف رعاية الأسنان للسكان المحليين حتى سن 23 عامًا. وتَدعم الدولة تكلفة رعاية الأسنان من سن 24 عامًا.

المجالس الإقليمية هي هيئات سياسية يتم انتخاب ممثليها من قبل سكان المنطقة كل أربع سنوات في نفس اليوم الذي تجرى فيه الانتخابات العامة.

أما البلديات فتتولى مسؤولية رعاية المسنين في المنزل أو في دور رعاية المسنيين. وتشمل واجبات البلدية أيضًا رعاية الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو اضطرابات نفسية، وتقديم الدعم والخدمات للأشخاص الذين تم تسريحهم من الرعاية في المستشفى، فضلًا عن تأمين الرعاية الصحية المدرسية.

القابلات يخفضن من معدل الوفيات

هناك العديد من الأسباب التي تجعل معدل الوفيات منخفضًا في السويد. لقد لعب السلام والنظافة والاقتصاد المتنامي دورهم. لكن لطالما تنبهت السويد إلى أهمية وجود قابلات متخصصات. وتُبيّن البحوث أنّ اعتماد هذا النهج قد أدّى إلى انخفاض حادّ في معدل الوفيات بين النساء أثناء الولادة.

ففي القرن الثامن عشر، كان المعدل حوالي 1 من كل 100. وبحلول بداية القرن العشرين، انخفض معدل الوفيات إلى 250 امرأة لكل 100،000 ولادة حية. واليوم فإن وفيات الأمهات في السويد من بين أدنى المعدلات في العالم: أقل من 3 من كل 1000 طفل وأقل من 4 نساء من أصل 100 ألف يمتن عند الولادة.

تعمل الرابطة السويدية للقابلات على تطوير مهارات القبالة المهنية، وتعزيز الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة، وكذلك تحسين الرعاية الإنجابية ورعاية ما قبل الولادة.

الإنفاق العام على الرعاية الصحية

تكاليف الرعاية الصحية والطبية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي للسويد مستقرة إلى حد ما وعلى قدم المساواة مع معظم البلدان الأوروبية الأخرى. ومتوسط الإنفاق على الرعاية الصحية والطبية يصل في المتوسط إلى حوالي 11٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ويتم تغطية الجزء الأكبر من التكاليف الصحية والطبية في السويد من خلال الضرائب التي تفرضها المقاطعات والبلديات. وكذلك المساهمات من الحكومة الوطنية هي مصدر آخر للتمويل، في حين أن رسوم المرضى لا تغطي سوى نسبة صغيرة من التكاليف.

بلغ الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية والطبية والاجتماعية ما يقرب من 138 مليار كرونة سويدية في عام 2021 ، وهو عام استثنائي بسبب Covid-19. لكن عادة ما تمثل الرعاية الصحية أحد أكبر النفقات التي تتحملها الحكومة.

خدمات يقدمها القطاعين العام والخاص

يوجد في السويد كل من مقدمي الرعاية الصحية التابعين للقطاعين العام والخاص، حيث تنطبق على كليهما نفس اللوائح.

وعندما تشتري المجالس الإقليمية الخدمات من مقدمي الرعاية الصحية التابعين للقطاع الخاص، فإنها تستند إلى نموذج يتم فيه تمويل الرعاية الصحية من قبل مجالس المقاطعات ولكن يتم تقديم الخدمة من قبل مقدم الرعاية التابع للقطاع الخاص.

وتوجد كذلك العديد من حلول الرعاية الصحية الرقمية التي تقدمها الجهات الفاعلة التابعة للقطاع الخاص، مثل تطبيقات التطبيب عن بعد.