حفل تقديم جائزة نوبل عام 2022 الصورة: Nanaka Adachi/©Nobel Prize Outreach

جائزة نوبل

تقدم سنويًا إلى العلماء والأدباء الذين حققوا أكبر منفعة للبشرية

تُعَدّ جائزة نوبل، بالنسبة للكثيرين، أرفع تكريم عالمي في مجالاتها. ووفقًا لوصية ألفريد نوبل، تُمنَح الجائزة لـ «أولئك الذين قدّموا أكبر منفعة للبشرية خلال العام السابق».

تُمنَح جوائز نوبل منذ عام 1901 في مجالات الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب والسلام.

وفي عام 1968 بادر البنك المركزي السويدي (Sveriges Riksbank) بإنشاء جائزة العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل من خلال تبرع لمؤسسة نوبل. ومنذ ذلك الحين، تتولّى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح هذه الجائزة، وفق المبادئ ذاتها التي تقوم عليها جوائز نوبل الأخرى.

وقد شملت الاكتشافات المكرَّمة بالجائزة الأشعة السينية والمواد المشعة والبنسلين. أما جائزة السلام فقد مُنحت لرموز بارزة مثل نيلسون مانديلا والدالاي لاما الرابع عشر. وفي الأدب، أسهم الفائزون والفائزات في إثراء القراء بأعمال خالدة مثل «مئة عام من العزلة» لغابرييل غارسيا ماركيز و «العشب يغني» لدوريس ليسينغ.

إعلان الفائزين بجوائز نوبل في شهر أكتوبر

يُعلَن كل عام في مطلع أكتوبر عن الفائزين بجوائز نوبل، فيما تُقام في العاشر من ديسمبر «أسبوع نوبل»، الذي تقام خلاله مراسم الاحتفال وتوزيع الجوائز في العاصمة السويدية ستوكهولم والعاصمة النرويجية أوسلو.

ولا يقتصر أسبوع نوبل على المراسم الرسمية فحسب، بل يشمل فعاليات ثقافية وعلمية متنوّعة، حيث يُلقي الفائزون والفائزات محاضرات في مؤسسات مختلفة بالمدينة، كما تُنار الشوارع والميادين خلال المهرجان المعروف باسم «أضواء أسبوع نوبل».

إحصاءات عن الفائزين والفائزات بجائزة نوبل

منذ عام 1901 وحتى 2024، مُنحت جائزة نوبل وجائزة العلوم الاقتصادية للنساء 66 مرة. وتبقى «ماري كوري» حالة فريدة من نوعها، إذ حصلت على الجائزة مرتين: الأولى في الفيزياء عام 1903، والثانية في الكيمياء عام 1911.

وفي عام 1909 دخلت السويدية «سيلمى لاغيرلوف» التاريخ كأول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الأدب.

أما أكبر الفائزين سنًا حتى الآن فهو «جون ب. غوديناف» (1922–2023) ، الذي نال جائزة نوبل في الكيمياء عام 2019 وهو في السابعة والتسعين من عمره. وعلى الطرف الآخر، تُعد ملالا يوسف زاي أصغر الفائزات سنًا، إذ حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2014 وهي لم تتجاوز السابعة عشرة.

لكن مسيرة الجائزة لم تخلُ من المواقف السياسية؛ فقد أُجبر أربعة فائزين على رفضها: الألمان «ريتشارد كوهن» و«أدولف بوتينانت» (كلاهما في الكيمياء) و«غيرهارد دوماك» (في الطب/الفسيولوجيا)، إذ منعهم هتلر من استلام جوائزهم. وفي النهاية، تسلّم العلماء الألمان الثلاثة ميدالياتهم وشهاداتهم، لكنهم لم يحصلوا على المبلغ المالي المرافق للجائزة.
أما الكاتب الروسي «بوريس باسترناك» فقد قبل جائزة الأدب عام 1958، لكنه أُرغم لاحقًا على رفضها من قبل السلطات السوفيتية.

رفض «جان بول سارتر» جائزة نوبل للأدب عام 1964 لأنه كان يرفض جميع أشكال التكريم الرسمي.

وفي عام 1973 مُنحت جائزة نوبل للسلام لكل من «لي دوك ثو» ووزير الخارجية الأمريكي «هنري كيسنجر» تقديرًا لجهودهما في التوصل إلى اتفاق سلام في فيتنام. غير أن «لي دوك ثو» رفض الجائزة، موضحًا أنه لا يستطيع قبولها بسبب الأوضاع في بلاده آنذاك.

من هو ألفريد نوبل؟

تُجسّد جائزة نوبل إرث ألفرد نوبل، الكيميائي والمهندس والمخترع ورجل الأعمال. وُلد نوبل في 21 أكتوبر 1833 في ستوكهولم بالسويد، وتوفى في 10 ديسمبر 1896 في مدينة «سان ريمو» بإيطاليا.

في وصيته الأخيرة التي كتبها عام 1895، أوصى نوبل بأن يُخصَّص معظم ما يملك لإنشاء صندوق تُوزَّع عوائده السنوية على شكل جوائز تكافئ من قدّم أعظم منفعة للبشرية.

كان نوبل صاحب اختراعات بارزة، من بينها كبسولة التفجير والديناميت والبارود عديم الدخان. وقد لمع اسمه عالميًا عام 1881 مع اكتمال نفق سانت «غوتهارد» في جبال الألب السويسرية، حيث استُخدم الديناميت لأول مرة على نطاق واسع.

وعند وفاته، امتلك نوبل 355 براءة اختراع في دول مختلفة. كما كانت له شركات في أكثر من 20 دولة، تنتج مختلف أنواع المتفجرات في نحو 90 مصنعًا حول العالم. وقد تنقّل نوبل في حياته بين عدة دول عاش وعمل فيها، من بينها السويد وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا.

مأدبة نوبل

من التقاليد المتّبعة أن تتبع مراسم تسليم جوائز نوبل في 10 ديسمبر مأدبة نوبل، التي تُقام في قاعة بلدية ستوكهولم بحضور ما يقارب 1,300 من المدعوين.

مؤسسة نوبل

في عام 1900 اتفقت المؤسسات الأربع المانحة للجوائز على إنشاء مؤسسة نوبل، وهي مؤسسة خاصة أُسست تنفيذًا لوصية ألفريد نوبل.

ومنذ ذلك الحين، تتولى المؤسسة إدارة ثروة نوبل وتنظيم الإعلان عن الفائزين، إلى جانب الإشراف على مراسم تسليم الجوائز.

عند تأسيس المؤسسة، بلغ رأس مال نوبل نحو 31 مليون كرونة سويدية، وهو مبلغ هائل في ذلك العصر. أما اليوم فتُقدّر قيمة المؤسسة بحوالي خمسة مليارات كرونة سويدية.

تُمنح جوائز نوبل عبر أربع جهات:

وتبلغ قيمة كل جائزة هذا العام 11 ملايين كرونة سويدية، ويمكن أن يتقاسمها حتى ثلاثة فائزين في الفئة الواحدة.

الحاصلون على الجائزة من الدول العربية

منذ انطلاق احتفال جائزة نوبل في عام 1901 حتى عام 2024، تم توزيع الجائزة في مجالاتها الخمس، بالإضافة إلى جائزة العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل 627 مرة، حيث مُنحت 976 جائزة لأفراد، بينما حصلت المنظمات على 28 جائزة.

وكان نصيب الدول العربية تسعة جوائز:

2025: فاز العالم الكيميائى عمر مونس ياغي (الأردن) لمساهمته في تطوير الأطر الفلزية-العضوية.

2018: فازت الناشطة نادية مراد (العراق) بجائزة نوبل بالسلام بالتقاسم مع طبيب النساء دينيس مكويغي، لجهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والنزاعات المسلحة.

2015: حاز الرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي على جائزة نوبل للسلام، وذلك لدورهم في دعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.

2011: حازت توكل كرمان (اليمن) وهي أول جائزة لامرأة عربية للناشطة بالتقاسم مع إلين جونسون سيرليف وليما غبوي (ليبيريا). مُنحت الجائزة لنضالهن السلمي لحماية المرأة وحقها في المشاركة في صنع السلام.

2005: فاز محمد البرادعي (مصر) الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية بجائزة نوبل للسلام بالتقاسم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ذلك «لجهودهما لمنع استخدام الطاقة النووية للأغراض العسكرية ولضمان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بأكثر الطرق أمانًا».

1999: حصل الكيميائي أحمد زويل (مصر) على جائزة نوبل في الكيمياء لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو. وهو أول مصري وعربي ينال جائزة نوبل في مجال علمي.

1994: حاز على جائزة نوبل للسلام الرئيس ياسر عرفات (فلسطين) بالتقاسم مع إسحاق رابين، وشمعون بيريز بعد اتفاق أوسلو 1994.

1988: حصل الكاتب نجيب محفوظ (مصر) على جائزة نوبل في الأدب.

1978: الرئيس محمد أنور السادات (مصر) بعد توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد. وقد حصل السادات على جائزة نوبل للسلام بالتقاسم مع رئيس وزراء اسرائيل مناحم بيجين.

الفائزون والفائزات بجوائز نوبل لعام 2025

(تشير البلدان إلى أماكن الميلاد)

الطب أو علم وظائف الأعضاء

ماري إي. برونكو (الولايات المتحدة)، فريد رامسديل (الولايات المتحدة) وشيمون ساكاغوتشي (اليابان): «لاكتشافاتهم المتعلقة بالتسامح المناعي المحيطي».

الفيزياء

جون كلارك (إنجلترا)، ميشيل دوفوريه (فرنسا) وجون مارتينِس (الولايات المتحدة): «لاكتشاف النفق الكمّي المايكروسكوبي وتكميم الطاقة في دارة كهربائية».

الكيمياء

سوسومو كيتاغاوا (اليابان)، ريتشارد روبسون (إنجلترا) وعمر م. ياغي (الأردن): «لتطويرهم الأطر الفلزية-العضوية».

الأدب

لازلو كراسنهوركاي (المجر): «من أجل منجزه الإبداعي الآسر والرؤيوي الذي، في خضمّ رعبٍ أبوكاليبتي، يُجدّد التأكيد على قوة الفن».

جائزة نوبل للسلام

ماريا كورينا ماتشادو (فنزويلا): «لعملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية».

جائزة البنك المركزي السويدي في العلوم الاقتصادية تخليدًا لذكرى ألفريد نوبل

جويل موكير (هولندا): «لتحديده المتطلبات الأساسية للنمو المستدام عبر التقدم التكنولوجي».

و فيليب أغيون (فرنسا) وبيتر هوويت (كندا): «لنظريتهما حول النمو المستدام عبر الهدم الخلّاق».