عيد جميع القديسين و الهالوين
احتفالان يخلط العديد بينهما ولهما طابعهما الاحتفالي المميز في السويد.
بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني، يلف الظلام السويد وتمتد أسابيع العمل الطويلة بلا عطلات رسمية أو عطلات نهاية أسبوع ممتدة تُذكر منذ نهاية العطلة الصيفية في شهر يوليو/تموز. لذا يُبشر احتفال الهالوين بقرب قدوم «عطلة الخريف» والمخصصة لطلبة المدارس ممثلًا نقطة مضيئة في ظلمة شهور الخريف.
يتم الاحتفال بعيد جميع القديسين في السويد في أول سبت بين 31 أكتوبر/تشرين الأول و 6 نوفمبر/تشرين الثاني بينما يتم الاحتفال بالهالويين في مساء 31 أكتوبر/تشرين الأول.
يخلط العديد من الناس بين العيد الكنسي المسمى «عيد جميع القديسين»، والاحتفالات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالهالوين. عيد جميع القديسين هو من الأيام الهامة في التقويم المسيحي، وهدفه الأساسي الاحتفاء وتكريم القديسين، بينما يعتبر الهالوين حاليًا احتفالاً ثقافيًا واجتماعيًا أكثر منه دينيًا.
الهالوين ما بين الملابس التنكرية ونحت اليقطين
يُعتبر الاحتفال بالهالوين عادة حديثة نسبيًا في السويد. فقد بدأ الاحتفال به فقط منذ التسعينيات من القرن الماضي، ولكن سرعان ما أصبح من الاحتفالات الشائعة في البلاد.
يتم الاحتفال بهذه المناسبة بشكل رئيسي من قبل الأطفال والمراهقين. فعادة ما تمتاز ليلة الهالوين في السويد بأنها ليلة يقوم فيها الأطفال مساءًا بالتجمع لجمع الحلوى مرتدين أزياء تنكرية مخيفة، ثم يطرقون الأبواب مع طرج سؤال تقليدي دائم لمن يفتح الباب: حلوى أم خدعة؟
أما بالنسبة للبالغين وخصوصًا فئة الشباب في السويد فإن الهالوين هو فرصة للاحتفال في الأماكن العامة حيث يتجمعون بالأزياء التنكرية أو في المنازل حيث يمضون السهرة مع بعضهم في جو من المرح، وبعض الألعاب التي قد لا تخلو من الرعب.
وبصفة عامة يقوم العديد بشراء ثمرة اليقطين ويفرغونها وينحتون عليها وجوهًا مرعبة ثم يضعون الشموع داخلها. ففي جزيرة أولاند، ثاني أكبر الجزر في السويد والواقعة في جنوب بحر البلطيق، أدى الاحتفال بالهالوين إلى زيادة في زراعة اليقطين، وأصبحت الثمرة العملاقة متاحة اليوم في مختلف أرجاء السويد.
يوم جميع القديسين: ذكرى من رحلوا
منذ عام 1953، يحتفل السويديون بعيد جميع القديسين يوم السبت بين يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول و 6 نوفمبر/تشرين الثاني.
إن يوم السبت هو يوم عطلة الأسبوع ولأن العيد الذي يوافق يوم السبت يُعد عطلة رسمية، فمعظم المحلات التجارية تطبق ساعات عمل أقل في يوم الأحد الذي يليه.
بالنسبة للكثيرين، يبقى هذا اليوم يومًا لزيارة المقابر لإضاءة الشموع ووضع الزهور على مقابر الأحبة أو الأماكن التذكاريه. كما تنظم العديد من الكنائس في جميع أنحاء البلاد حفلات موسيقية للاحتفال بعيد جميع القديسين.
يعتبر البعض هذا اليوم مناسبة للبقاء في المنزل مع العائلة أو الأصدقاء وطهي وجبة احتفالية.
إن كان الهدف الأساسي من العيد تاريخيًا هو الاحتفاء بذكرى القديسين، إلا أنه أصبح عمليًا فرصة لتذكر أولئك الذين تركوا هذه الحياة من الأحباء وتذكرة بأن الموت أيضًا جزء من الحياة.
في عام 731 ميلاديًا، تم اعتماد 1 نوفمبر/تشرين الثاني يومًا لتكريم ذكري القديسين والقديسات المسيحيين الذين لم تخصص لهم الكنيسة يومًا خاص بهم لإحياء ذكراهم. و منذ القرن الحادي عشر ، تم تخصيص 2 نوفمبر /تشرين الثاني لإحياء ذكرى جميع الموتى، وكان يُسمى « عيد جميع الأرواح ». وكان يتم الاحتفال بعيد جميع القديسين على نطاق واسع في المجتمع، بإقامة القداسات ودق أجراس الكنائس، ولكن تم إلغاؤه مع بداية حركة الإصلاح الديني.
وفي عام 1772، تم نقل يوم الاحتفال بعيد جميع القديسين في السويد إلى أول يوم أحد في نوفمبر /تشرين الثاني، وفي عام 1953 إلى تم نقله مرة أخرى إلى أول يوم سبت بين 31 أكتوبر /تشرين الأول و 6 نوفمبر /تشرين الثاني.
في القرن العشرين، بدأ الناس بوضع الشموع المضاءة على قبور الموتى في عيد جميع القديسين. وبدأت هذه العادة العائلات الثرية في المدن. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ، انتشرت هذه العادة على جميع المستويات وفي جميع أنحاء البلاد.