وليمة جراد البحر
أغسطس في السويد: فرصة للمشاركة في حفلات جراد البحر المميزة!
كانت حفلات جراد البحر (أو كما يسمى في لهجات عربية محلية بـالإستاكوزا، أو أم الربيان، أو الشارخة) في الماضي حكرًا على الأثرياء، أما اليوم فهي مناسبة يحتفل بها الجميع، كبارًا وصغارًا. وعلى مر الزمن، تحوّلت طقوس هذه الوليمة إلى تقاليد راسخة في الثقافة السويدية.
ما أصل حفلات جراد البحر في السويد؟
بدأ السويديون بتناول جراد البحر منذ القرن السادس عشر. ولكنه لم يكن مألوفًا بين عامة الشعب، إذ كان مقتصرًا على طبقة الأرستقراطية بسبب الشكوك العامة تجاه المحار والمأكولات البحرية. آنذاك، كان لحم جراد البحر يُستخدم في صنع النقانق والفطائر والمخبوزات المالحة.
لكن في منتصف القرن التاسع عشر، بدأ الناس يتناولونه كما هو مألوف اليوم، وتسللت حفلات جراد البحر، أو كما تسمى في اللغة السويدية «kräftskiva»، إلى أوساط الطبقة المتوسطة، لتصبح في القرن العشرين مناسبة وطنية يحتفي بها الجميع. ومع استيراد جراد البحر من تركيا وغيرها، انخفضت الأسعار وأصبح في متناول فئات أوسع من المجتمع.
إنها وليمة صيفية بامتياز… حيث يجتمع الناس للأكل والغناء والضحك، مودّعين فصل الصيف.
كيف تبدو حفلة جراد البحر التقليدية؟
هناك بعض القواعد الأساسية التي تمنح هذه الوليمة طابعها المميز:
- تُقام في الهواء الطلق للاستمتاع بنسمات الصيف الأخيرة.
- تُزيَّن الطاولة بفوانيس ورقية ملونة، أشهرها على شكل قمر مكتمل مبتسم.
- يُفضل استخدام مفرش وأطباق ورقية، لتسهيل مهمة التنظيف بعد انتهاء الاحتفال.
- يرتدي الضيوف مآزر ورقية صغيرة وقبعات مرِحة.
- تُغنّى أغانٍ خاصة تُعرف باسم «أغاني الشرب» (snapsvisa)، وكلما كانت مضحكة، كانت أمتع!
ثم تبدأ الوليمة: يُؤكل جراد البحر باردًا بالأصابع، ولا بأس بإصدار صوت عالٍ عند امتصاص العصارة – فهذا جزء من المتعة! يُقدَّم بجانبه خبز أسمر وجبن «فيستر بوتن» المعتّق ذا النكهة القوية. أما المشروبات، فغالبًا ما تكون البيرة أو الشنابس، مع بدائل خالية من الكحول لمن يفضلون ذلك.
لماذا يُعد جراد البحر طعامًا فاخرًا؟
في أوائل القرن العشرين، فرضت السلطات السويدية قيودًا على صيد جراد البحر النهري لحمايته من الانقراض، وقصرت الموسم على شهري أغسطس وسبتمبر تقريبًا. وهكذا أصبح جراد البحر طعامًا موسميًا نادرًا ومرتقبًا.
وعلى مر السنين، أدّت الطفيليات الفطرية أيضًا إلى تقليص أعداده في البحيرات والأنهار.
ورغم توفره اليوم طوال العام عبر الاستيراد، فإن معظم السويديين يتمسكون بتقاليد الاحتفال به في موسمه المخصص فقط.
كيف تختار أفضل أنواع جراد البحر؟
في مطلع أغسطس، تبدأ وسائل الإعلام السويدية بعرض تقييمات تذوق مفصّلة لأصناف الموسم، مع نصائح من الطهاة والمشاهير، وقوائم بأفضل العلامات التجارية المتوفرة في المتاجر.
بعض الأعوام يُفضّل الخبراء الأصناف الصينية، في أعوام أخرى الأمريكية، ولكن تظلّ الأنواع السويدية هي الأعلى شأنًا… وإن كانت باهظة الثمن.
ليس هناك متعة أكبر من صيده بأنفسكم أولًا!
بالنسبة لمن يمتلكون حق الصيد في المسطحات المائية، لا يترددون في اغتنام فرصة صيد جراد البحر بأنفسهم. ويُفضل جراد البحر الأعماق والظلام، لذا يمكن العثور عليه زاحفًا في قاع البحيرات. يتم اصطياده بواسطة مصائد سلكية ويُستخدم طُعم من السمك النيء أو المتحلل. ثم يُطهى في ماء مالح مع كميات كبيرة من الشبت.
هل كنتم تعلمون أن جراد البحر يتحوّل لونه من الأسود إلى الأحمر عند غليه؟ (باستثناء نوع البحر المعروف باسم اللانجوستين – فهو يبقى ورديًا).
فطيرة جبن فيستر بوتن: طبق جانبي يليق بالمناسبة
من أشهى الأطباق الجانبية التي تُقدَّم في حفلات جراد البحر فطيرة جبن «فيستر بوتن»، وهي طبق غني بالنكهة يضيف لمسة احتفالية للمائدة. ننصح بتجربتها للاستعداد للوليمة.
وصفة فطيرة جبن فيستر بوتن (لـ 8 أشخاص)
مكونات العجينة :
180 غرام دقيق قمح
125 غرام زبدة
½ ملعقة صغيرة ملح
1 ملعقة كبيرة ماء بارد
مكونات الحشوة:
3 بيضات
2 مليلتر كريمة
فلفل أسود
300 غرام جبن فيستر بوتن مبشور (يمكن استبداله بأي جبن تفضّله)
طريقة التحضير:
- سخّنوا الفرن مسبقًا إلى درجة حرارة 200 درجة مئوية.
- في وعاء، امزجوا الدقيق مع الزبدة والملح حتى يتكوّن خليط مفتّت. أضيفوا الماء، واعجنوا بسرعة حتى تتشكل عجينة متماسكة.
- افردوا العجينة في قالب الفطيرة، ثم اثقبوا القاعدة باستخدام شوكة، وضعوا القالب في الثلاجة لمدة 10 دقائق تقريبًا.
- اخبزوا العجينة في الفرن لمدة 10 دقائق تقريبًا.
- في هذه الأثناء، اخفقوا البيض مع الكريمة، وأضيفوا الملح والفلفل الأسود، ثم الجبن المبشور، وقلّبوا حتى يتجانس الخليط.
- اسكبوا الحشوة فوق قاعدة الفطيرة، ثم أدخلوها الفرن مرة أخرى، واتركوها تخبز في منتصف الفرن حتى تتماسك وتكتسب لونًا ذهبيًا شهيًا – حوالي 20 دقيقة.
اتركوا الفطيرة لتبرد قليلًا قبل التقديم. بالهناء والشفاء!