أطفال يلعبون كرة السلة في صالة مغلقة.
يوجد في السويد أكثر من مليوني طفل دون سن الثامنة عشرة. الصورة: Maskot/Johnér/imagebank.sweden.se

الأطفال في السويد

تعليم متاح للجميع وحقوق مُصانة: 10 صور من واقع الأطفال في السويد

1. نظام التعليم في السويد

منذ عام 1842، كفل القانون في السويد حق الأطفال في التعليم. ويُغطّي التعليم الإلزامي حاليًا عشر سنوات، موزعة على أربع مراحل دراسية: الصف التمهيدي (förskoleklass): وهي سنة تحضيرية، المرحلة الابتدائية الدنيا (lågstadiet): من الصف الأول إلى الثالث، المرحلة الابتدائية الوسطى (mellanstadiet): من الصف الرابع إلى السادس، المرحلة الابتدائية العليا (högstadiet): من الصف السابع إلى التاسع.

بعد إتمام التعليم الإلزامي، يتجه معظم الطلاب إلى المرحلة الثانوية العليا (gymnasium)، وهي غير إجبارية وتُعادل الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر في النظامين البريطاني (السادس الثانوي) والأمريكي (المدرسة الثانوية). ويتخرج الطلاب عادة في سن 18 أو 19 عامًا.

التعليم في المدارس ممول بالكامل من الضرائب، باستثناء دور الحضانة التي تتلقى تمويلاً جزئيًا من الحكومة. كما تُقدَّم في المدارس خدمات الرعاية خارج أوقات الدوام المدرسي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عامًا، مقابل تكلفة مدعومة.

يشمل التعليم الإلزامي أيضًا المدارس الخاصة بقومية سامي (sameskolor)، المخصصة لأطفال شعب قومية سامي. ويُتاح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الالتحاق بالمدارس العادية، وإن لم تكن مناسبة لهم، فهناك مدارس متخصصة تلبّي متطلباتهم التعليمية.

العام الدراسي

يمتد العام الدراسي في السويد من شهر أغسطس/أب حتى يونيو/حزيران، ويتخلله عطلة خريفية في أكتوبر، وعطلة عيد الميلاد، وعطلة شتوية في فبراير/مارس، بالإضافة إلى عطلة عيد الفصح.

2. الابتكار في المدارس السويدية

تولي المدارس السويدية أهمية كبيرة لتنمية روح الابتكار وريادة الأعمال لدى الطلاب منذ سن مبكرة، عبر برامج تعليمية تحفّز التفكير الإبداعي وتطوير الأفكار.

يُعد برنامج «رحلة الابتكار» (Innovationsresan) أحد المبادرات الرائدة في هذا المجال، إذ تهدف إلى إلهام الطلاب لتصميم ابتكارات مفيدة تُسهم في دعم تعلّمهم. وتُمنح أفضل الأفكار فرصة المشاركة في مسابقة سنوية. ويُدار البرنامج من قبل الجمعية غير الربحية «المبتكرون الشباب» (Unga Innovatörer).

كما تُقدّم مبادرة «رواد الأعمال الشباب» (Ung Företagsamhet) – وهي جزء من منظمة عالمية غير ربحية – تجربة عملية لطلاب المرحلة الثانوية العليا. وتهدف المبادرة إلى: «إلهام الشباب وإعدادهم لتحقيق النجاح في الاقتصاد العالمي». حيث يُتاح للطلاب تأسيس مشروع تجاري وتشغيله وإغلاقه ضمن العام الدراسي.

وتقدم منظمة «بذور المستقبل» (Framtidsfrön)، جمعية غير ربحية تُعنى بتأهيل روّاد ورائدات الأعمال في المستقبل، من خلال تنمية مهارات الإبداع، والمبادرة، والقدرة على ابتكار حلول غير تقليدية. كما تُوفّر برامج تدريبية للمعلمين، ومواد تعليمية، إلى جانب تنظيم أنشطة تفاعلية للأطفال.

3. قوانين حماية الأطفال في القانون السويدي

يشكّل الأطفال نحو خُمس سكان السويد البالغ عددهم 10,5 مليون نسمة، ويضمن القانون السويدي توفير الحماية الكاملة لهم والدفاع عن حقوقهم.

تتولى هيئة أمين المظالم لشؤون الأطفال، وهي جهة حكومية، مسؤولية حماية حقوق الأطفال ورعاية مصالحهم. وتعمل على متابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وتعزيز تطبيقها في مختلف جوانب المجتمع السويدي.

كانت السويد من أوائل الدول التي وقّعت على الاتفاقية، وقد قامت بإدراجها رسميًا ضمن قوانينها الوطنية في عام 2020.

السويد: أول دولة في العالم تجرّم العقاب البدني للأطفال

في عام 1958، حظرت السويد العقاب البدني للأطفال في المدارس. ثم في عام 1979، أصبحت أول دولة في العالم تجرّم ضرب الأطفال داخل المنزل أيضًا. وينص القانون السويدي بوضوح على أن الوالدين لا يملكان الحق في استخدام العنف أو توجيه الإهانات لأطفالهم، تحت أي ظرف.

حتى ستينيات القرن العشرين، كان تسعة من كل عشرة أطفال في سن ما قبل المدرسة في السويد يتعرضون للضرب في منازلهم. وفي سبعينيات القرن نفسه، تراجعت النسبة إلى نحو النصف. ومع دخول الثمانينيات، وبعد سنّ القانون الجديد، انخفضت نسبة الأطفال الذين يتعرضون للضرب إلى الثلث تقريبًا. وبحلول التسعينيات، تراجعت النسبة إلى نحو الخُمس، وذلك وفقًا لاستطلاعات نقلتها مجلة The Lancet الطبية.

تنص القوانين السويدية صراحة على حظر أي شكل من أشكال العنف أو المعاملة المُهينة في تربية الأطفال. ويُعد استخدام العقاب البدني جريمة بموجب قانون العقوبات السويدي.

تقدّم عالمي ملحوظ في عدد الدول التي تحظر العقاب البدني

اتبعت دول الجوار مثل فنلندا والنرويج نهج السويد، حيث أقرت فنلندا قانونًا مماثلًا في عام 1983، تلتها النرويج في عام 1987، ثم النمسا في عام 1989. ومع مرور الوقت، تسارعت وتيرة تبنّي هذه القوانين، واليوم يتجاوز عدد الدول التي حظرت العقاب البدني للأطفال أكثر من 65 دولة حول العالم.

إسبانيا (2007) ، إستونيا (2014) ، إسرائيل (2000) ، ألبانيا (2010) ، ألمانيا (2000) ، أندورا (2014) ، أوروغواي (2007) ، أوكرانيا (2003) ، الأرجنتين (2014) ، البرازيل (2014) ، البرتغال (2007) ، الدنمارك (1997) ، الرأس الأخضر (2013) ، السويد (1979) ، المجر (2004) ، النرويج (1987)، النمسا (1989) ، اليابان (2020) ، اليونان (2006) ، إيرلندا (2015) ، آيسلندا (2003) ، باراغواي (2016) ، بلغاريا (2000) ، بنين (2015) ، بوليفيا (2014) ، بولندا (2010) ، بيرو (2015) ، تايلاند (2025) ، تركمانستان (2002) ، توغو (2007) ، تونس (2010) ، جمهورية الكونغو (2010) ، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية (2023) ، جنوب إفريقيا (2019) ، جنوب السودان (2011) ، جورجيا (2019) ، رومانيا (2004) ، زامبيا (2022) ، سان مارينو (2014) ، سلوفينيا (2016) ، سيشل (2020) ، طاجيكستان (2024) ، غينيا (2020) ، فرنسا (2019) ، فنلندا (1983) ، فنزويلا (2007) ، قبرص (1994) ، كرواتيا (1999) ، كوريا الجنوبية (2021) ، كوستاريكا (2008) ، كوسوفو (2019) ، كولومبيا (2021) ، كينيا (2010) ، لاتفيا (1998) ، لكسمبورغ (2008) ، ليختنشتاين (2008) ، ليتوانيا (2017) ، مالطا (2014) ، مقدونيا الشمالية (2013) ، منغوليا (2016) ، موريشيوس (2022) ،مولدوفا (2008) ، مونتينيغرو (2016) ، نيبال (2018) ، نيكاراغوا (2014) ، نيوزيلاندا (2007) ، هولندا (2007) ، هندوراس (2013).

4. جمعيات ومؤسسات لدعم الأطفال

توجد في السويد العديد من المنظمات التي يمكن للأطفال والشباب اللجوء إليها عند حاجتهم إلى الدعم أو الحماية.

تُقدّم منظمة حقوق الأطفال في المجتمع (BRIS) خدمات دعم متنوعة، تشمل خطوطًا هاتفية مجانية، واستشارات عبر الانترنت والبريد الإلكتروني. جميع المكالمات تُجرى بسرية تامة ودون أي تكلفة.

تعمل مؤسسة «الأصدقاء» (Friends) على مكافحة التنمّر في المدارس، وكذلك في البيئات الأخرى مثل الأندية الرياضية.

أما منظمة «أنقذوا الأطفال – فرع السويد» (Rädda Barnen Sverige) ، فهي جزء من أكبر منظمة عالمية تُعنى بالدفاع عن حقوق الأطفال ورعايتهم.

5. الحياة الأسرية والسكن

يبدأ معظم الأطفال في السويد حياتهم بالعيش مع والديهم، سواء كانا الوالدان متزوجين أم لا، وغالبًا ما تضم الأسرة طفلًا أو طفلين في المتوسط. ويعيش أغلب الأطفال مع كلا الوالدين، غير أن البعض يعيش مع أحدهما فقط، إذ إن حالات الانفصال شائعة وليست استثنائية.

حاليًا، يُقدّر أن واحدًا من كل أربعة أطفال دون سن الثامنة عشرة يعيش في أسرة انفصل فيها الوالدان. ويقضي العديد من هؤلاء الأطفال وقتهم بالتساوي تقريبًا بين منزلَي الوالدين، كما يحصل كثير منهم على زوج أم أو زوجة أب عندما يدخل أحد الأبوين في علاقة جديدة.

لطالما كانت السويد وجهة جذب للوافدين سواء للعمل أو لأسباب أخرى، واليوم يُقدَّر أن ربع أطفال السويد تقريبًا ينحدرون من أصول أجنبية.

أما فيما يخص نمط السكن، فيعيش نحو 60% من الأطفال في منازل مستقلة أو منازل صفّية (متلاصقة)، بينما يقيم الباقون في شقق.

6. بيوتٍ يعمل فيها الآباء والأمهات

يمتاز المجتمع السويدي بارتفاع مشاركة النساء في سوق العمل؛ إذ تعمل 80,2% من النساء في سنّ العمل، مقابل 84,3% من الرجال، وهذا يعني أن معظم الأطفال ينتمون إلى أسر يعمل فيها كلا الوالدان.

يمنح النظام السويدي للوالدين 480 يومًا مدفوعة لكل طفل، تُتقاسم بينهما وتُستَخدم حتى سن الثامنة أو نهاية السنة الدراسية الأولى. ما تزال الأمهات يأخذن النصيب الأكبر، غير أنّ حصة الآباء ترتفع وتبلغ حاليًا قرابة 30% من مجموع الأيام.

واعتبارًا من 1 يوليو/تموز 2024، أصبح بإمكان الوالدين نقل ما يصل إلى 45 يومًا من الإجازة إلى الأجداد أو لأحد الأصدقاء المقربين للعائلة.

7. الأطفال والرياضة في السويد

يبلغ معدّل عضوية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا في الأندية الرياضية قرابة 70%. وتُعدّ هذه الأندية شاملة؛ إذ لا تعتمد اختبارات لياقة أو متطلبات بنية جسدية كشرطٍ للقبول، كما توفّر ترتيبات وبرامج مخصّصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن أكثر الرياضات شعبية: كرة القدم، وهوكي الجليد، ورياضة «الفلوربول»، بينما يحظى ركوب الخيل بانتشار واسع بين الفتيات. وتبرز رياضة «الباركور» بوصفها من الإضافات الأحدث إلى المشهد الرياضي.

يتخذ معظم الأندية شكل جمعيات أهلية غير ربحية مدعومة من الدولة، غير أنّ دور الآباء والأمهات المتطوّعين يظل محوريًا؛ إذ يشاركون في التدريب ويساعدون في تنظيم البطولات والرحلات. وينتهج أغلب المدربين مبدأ «المشاركة قبل الفوز» بهدف غرس حبّ الرياضة لدى الأطفال.

8. أنشطة ما بعد الدوام المدرسي

يحبّ أطفال السويد، كغيرهم، الموسيقى ولقاء الأصدقاء، مع تشجيعٍ مستمر على تنمية الميول الفردية. وينخرط عدد ملحوظ منهم في برامج لا صفّية ضمن مدارس الموسيقى والفنون «كولتورسكولان» لتلقّي تدريبٍ على الغناء أو العزف. إذ تظلّ الرسوم مدعومة وفي متناول أغلب العائلات، بصرف النظر عن مستوى دخل الأسرة.

تنظم أندية وجمعيات عديدة — مثل جمعية «الكشافة في السويد» — أنشطة منتظمة للأطفال. وهناك أيضًا «سكوغسمولّه»، وهو برنامج لمدارس الطبيعة يحمل اسم شخصيةٍ خيالية تربّت في الغابة وتعرّف الأطفال إلى جمال الطبيعة وسبل العناية بها.

وبما أنّ السويد بلد منخفض الكثافة السكانية — نحو 25,8 نسمة في الكيلومتر المربّع مقابل أكثر من 100 في المتوسط داخل الاتحاد الأوروبي — فالغابات والبحيرات قريبة من أبواب الكثيرين. ويكفل «الحقّ العام في التجول بالطبيعة» (Allemansrätten) حرية استكشاف الطبيعة للجميع مقابل مسؤولية احترامها وحمايتها.

9. وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وأوقات استخدام الشاشة

الشباب السويديون حضورهم الرقمي لافت؛ فانتشار استخدام الشبكات الاجتماعية بين الفئة 8–19 عامًا شبه شامل. وتتصدّر تطبيقات «تيك توك» و«سناب شات» بين المراهقين، فيما يفضل الأصغر سنًّا «يوتيوب» و«سناب شات».

كما تحظى الألعاب الإلكترونية بشعبية واسعة؛ فكثير من الأطفال يلعبون الفيديو بغرض تمضية الوقت مع الأصدقاء. وعلى غرار دولٍ أخرى، دار نقاش واسع في السويد حول آثار وقت الشاشة على الصغار. وفي عام 2024 أصدرت «وكالة الصحة العامة السويدية» (Folkhälsomyndigheten) إرشادات (الرابط باللغة السويدية) تحدّد حدودًا مناسبة لوقت الشاشة بحسب الفئة العمرية دعمًا لنمط حياةٍ أكثر صحّة .

جائزة أستريد ليندغرين التذكارية

تُعد «جائزة أستريد ليندغرين التذكارية» (ALMA) أكبر جائزة دولية مخصّصة لأدب الطفل، وتُمنَح سنويًّا بقيمة خمسة ملايين كرونة سويدية. وقد سُمّيت تكريمًا للكاتبة السويدية أستريد ليندغرين، وترسّخ رسالة الكاتبة المتمثّلة في صون حقّ كل طفل في التمتّع بأدبٍ قصصي رفيع.

10. أدب الأطفال في السويد

لا يقتصر دور المدارس في السويد على تعليم القراءة فحسب؛ بل يشمل أيضًا تنمية حبّ القراءة لدى الأطفال، فيما تزخر المكتبات السويدية بموارد وبرامج متنوعة.

تُعد الكاتبة أستريد ليندغرين — مؤلفة «بيبي ذات الجوارب الطويلة»، و«إميل»، و«كارلسون على السطح» — مرادفةً لأدب الطفل السويدي لدى كثيرين. تُرجمت أعمالها إلى أكثر من 110 لغات، وبيع منها نحو 170 مليون نسخة حول العالم. وتزخر رفوف مكتبات الأطفال في السويد بأسماء عديدة أخرى.

تُعد سلسلة «وكالة التحريات لاسة–مايا» (LasseMajas detektivbyrå) للكاتب مارتن ويدمارك والرسامة هيلينا فيليس من الأكثر رواجًا؛ إذ تُرجمت إلى نحو 25 لغة، وأصبحت من الأكثر مبيعًا، وحُوِّلت أجزاء كثيرة منها إلى أفلام.

اختارت «غونيلا بيرغستروم» الحياة اليومية مادةً لكتبها؛ فابتكرت شخصية الصبي «برهان» (ألفونس أوبيرغ) بطلًا لقصصها، وكانت تصفها بأنها «مسرحيات صغيرة على المستوى النفسي» تتناول شقاوة الطفولة، والخوف من الأشباح، وتجربة افتقاد الصديق. وتشتمل السلسلة على 26 عنوانًا، وقد تُرجمت إلى قرابة 45 لغة.

ولدى الأصغر سنًّا، تحظى كتب المؤلف «سفين نوردكفيست» عن «بيتسون وفيندوس» — التي تشجّع الابتكار بطريقتها — بانتشار واسع، وكذلك كتب «يويا وتوماس فيسلاندر» عن البقرة الراقصة «ماما موو» التي تريد تجربة كل ما يفعله البشر.

كما تحظى أيضًا كتبُ الصور للمبدعين «ستينا فيرسين» ، و«بييا ليندينباوم»، و«لينا أندرشون» بشعبية