منزل سويدي تقليدي أحمر اللون بها مساحات خضراء وأشجار وأراجيح وأثاث حدائق.
الصورة: Doris Beling/Folio/imagebank.sweden.se

بيت العطلة السويدي

جيلًا بعد جيل، يستمر تَعلُق السويديين بالأكواخ الريفية

يقول البعض أن الانتقال المؤقت إلى بيت العطلة تقليدٌ متأصل في وجدان السويديين.

ففي الماضي، لم يكن السفر الدولي رخيصًا ومتاحًا كما هو الآن، غير أن البديل بالنسبة للسويديين كان رخيصًا ومتوفرًا بكثرة، فعلى امتداد مساحات هذا البلد الشاسعة، استغل السويديون توفّر الأراضي بسهولة، وقاموا ببناء المساكن البسيطة، وغالبًا بالقرب من الماء، لكي يختلوا إليها مع حلول فصل الصيف الدافئ.

وفقاً لمؤسسة الإحصاءات السويدية يوجد حاليًا ما يزيد على 600 ألف بيت صيفي خاص الملكية موزّعة على جميع أرجاء السويد.

ما السر في بيت الإجازة الصيفي الذي لا زال يستهوي السويديين جيلًا بعد جيل؟ إليكم ما يقوله هذان الزوجان.

المناطق ذات الشعبية


أكثر المناطق شعبيةً في السويد لتملّك بيت صيفي هي أرخبيل ستوكهولم، وسكونه، وجزيرتي أولاند وغوتلاند، والساحل الغربي، وسمولاند.

بساطة العيش

آنّا وبي جي فيكلُند هما معلمة وطبيب يعيشان في مدينة أوميو في شمال السويد، وتتعدد الأسباب التي تجعلهم يشدون الرحال إلى بيتهم الصيفي في منطقة هلسنغلاند عامًا بعد عام.
تقول آنّا في معرض حديثها عن البيوت الصيفية: «البيت الصيفي يساعد المرء على الهرب من التزامات الحياة اليومية التي لا مناص من تأديتها لدى التواجد في منزل الإقامة الدائم». وجدّ آنا هو من بنى هذا البيت بعد أن اشترى قطعة الأرض المجاورة لبحيرة في عام 1942، وهو ذات البيت الذي تستخدمه آنا وزوجها إلى الآن.

تضيف آنّا قائلة: «يقضي المرء أوقاتًا طويلة في بيت الإجازة الصيفية، ولهذا يشعر وكأنه يعيش هنا. أما إذا سافرنا إلى الخارج لفترة أسبوعين، فإن ثمة الكثير من الأمور التي يمكن رؤيتها والقيام بها، ولهذا لا يمكن القول بأنها إجازة مريحة. أكثر الناس تربطها علاقة خاصة من نوع ما مع المكان الذي يتواجد فيها بيتهم الصيفي، إما عن طريق الجدود أو لأنهم قضوا فيه جزء من طفولتهم، ولهذا السبب بإمكانهم الاسترخاء هناك بشكل تام.»

لا مجال للكسل

بالنسبة لبي جي، قضاء الوقت في بيت الإجازة الصيفي يعني تكريس وقته للعمل، وبالذات العمل بيديه.

يقول بي جي: «أنا أحفر الأرض، وأعتني بالشجيرات، وأصلح ما يتطلب التصليح. لست لوحدي من يقوم بذلك، فعندما أنظر إلى الجيران، أرى أن الجميع يقضي وقته على هذا الشكل. مسألة تكريس كل هذا الوقت والجهد من أجل البيت الصيفي تزعجني، ولكنه أمر يسعدني بذات الوقت.»

يستطرد بي جي قائلا: «بعد قضاء أسبوع أو أسبوعين على هذا الشكل، ابدأ بالاسترخاء، وأعتقد أن ما أسعى إليه فعليًا هو هذه التهدئة التدريجية إلى أن أصل إلى حالة من الكسل الشديد. فليس من السهل أن ينقل المرء نفسه مباشرة من أنشطة الحياة اليومية إلى فراغ تام في غضون الساعات القليلة التي تتطلبها رحلة السفر إلى مقصد الإجازة، مثل اليونان على سبيل المثال.»

غالبية بيوت الإجازة الصيفية بنيت أصلًا وفق معايير أساسية قمة في البساطة، فهي تفتقد الماء الساخن، لا بل أحيانًا لا يتوفر بداخلها الماء من أصله، ومن غير صرف صحي، أو عزل، أو كهرباء. قلّة معايير الراحة هذه لطالما اعتُبرت جزءًا هامًا من جاذبية البيت الصيفي، لكن الزمن يتغير.

فرصة للاختلاء على مدار العام

يشهد وقتنا الحالي زيادة عدد السكان في المناطق الحضرية، وارتفاع أسعار العقارات، وهذا يعني أن ما كان في السابق ليس أكثر من ملاذ ريفي صيفي بات اليوم يمثّل عقارًا سكنيًا جذابًا يقع على مسافة تتيح التنقل يومياً ما بين مكان السكن ومكان العمل.

هذا التوجه الجديد أضاء عليه ماغنس ييدلوف، وهو مدير تسويق سابق لدى وكالة العقارات سكانديا مكلارنا، قائلًا: «يتزايد عدد من يرغبون في اقتناء منزل ريفي يمكن السكن فيه طوال العام. وبالذات في محيط مدينتي ستوكهولم وغوتنبرغ، تسعى فئة الشباب إلى تحقيق حلم التمتع بحياة بسيطة في منزل ريفي تقليدي أحمر، ولكن بشرط ضمان حسن المواصلات.»